نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 128
روى الترمذى عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" الحمد لله أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثانى، وهى المثانى" [1].
وهى الشفاء، وهى الأساس، وهى الواقية، وهى الكافية، وهى الرّقية، وهى القرآن العظيم [2].
[اشتمال الفاتحة على مقاصد القرآن]
قال القرطبى: سمّيت القرآن العظيم لتضمنها جميع علومه، وذلك أنها تشتمل على الثناء لله عز وجل بأوصاف كماله وجلاله، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها، والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته تعالى، وعلى الابتهال إليه فى الهداية إلى الصراط المستقيم، وكفاية أحوال الناكثين، وعلى بيانه عاقبة الجاحدين، كذا قال رحمه الله [3].
ويمكن أن يقال: إنها تضمّنت مقاصد القرآن الكريم إجمالا بمعنى آخر، هو أن القرآن الكريم إنما جاء لبيان حقوق الخالق على خلقه، وحاجة الخلق إلى خالقهم، وتنظيم [1] رواه أحمد (3/ 199) والبخارى (4704) بزيادة" والقرآن العظيم" والترمذى (3124) وأبو داود (1457) والدارمى (3374) والبيهقى فى" السنن" (2/ 341) وفى" الشعب" (2344) عن أبى هريرة رضى الله عنه. [2] كتب الإمام الشهيد هذه الفقرة ضمن الحديث السابق، وبالرجوع إلى كتب الحديث لم أجد رواية كاملة بهذه الصيغة، ولعلها من إضافة الإمام الشهيد للشرح، وقد أخطأ الطابع فى وضع قوس الحديث بعدها، ومعظم هذه المعانى منها ما هو من النصوص النبوية كقوله: المثانى، وهذا من نص الحديث السابق، وقوله: وهى الشفاء، وهى الواقية وهى الرقية، من حديث البخارى الذى فيه أن صحابيّا رقى بالفاتحة فشفى المريض. انظر: صحيح البخارى حديث رقم (5006) عن أبى سعيد بن المعلّى رضى الله عنه.
وقوله: القرآن العظيم، فهى من حديث البخارى (4704) عن أبى هريرة رضى الله عنه. وأما قوله عن الفاتحة: وهى الأساس، وهى الكافية، فلأن الصلاة بدونها لا تصح كما فى حديث" من صلى صلاة لم يقرأ فيها بفاتحة الكتاب فهى خداج" أى ناقصة. كما أن الفاتحة كافية لأنها اشتملت على معظم مقاصد القرآن الكريم، وقد أوضح ذلك الإمام الشهيد فى الفقرة التالية نقلا عن الإمام القرطبى، ومما استوعبه هو أيضا رحمه الله. وللفاتحة أسماء أخرى منها: سورة الحمد، وسورة الصلاة، وسورة الشكر، وسورة الدعاء، والكنز، وسورة الحمد لله، انظر فى ذلك: تفسير القرطبى (1/ 111 - 113) وفتح البارى لابن حجر (8/ 197، 198). [3] انظر: تفسير القرطبى (1/ 112).
نام کتاب : نظرات في كتاب الله نویسنده : حسن البنا جلد : 1 صفحه : 128